
أعلن البنتاغون، الأربعاء، عن صفقة أبرمها القضاء الأمريكي مع خالد شيخ محمد، أحد أبرز المتهمين والعقل المدبر لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر من العام 2001، إضافة إلى متهمين آخرين، تقضي الصفقة بـ “إقرار المتهمين بالذنب” مقابل تخفيف عقوبة محتملة بالإعدام إلى حكم بالسجن المؤبد..
ودون ذكر المزيد من التفاصيل، قالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” في بيان إنّ “الشروط والأحكام المحدّدة لاتّفاقيات ما قبل المحاكمة ليست متاحة للعامّة في الوقت الراهن”.
وحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، من شأن الصفقة تجنيب المتهم خالد شيخ محمد، باكستاني الأصل، حكماً بالإعدام، وتشمل الصفقة أيضاً وليد بن عطاش ومصطفى الهوساوي الذين يقبعون في سجن عسكري أمريكي بخليج غوانتانامو في كوبا.
ويواجه المتهمون الثلاثة تهماً بالإرهاب المتسبب بقتل ما يزيد عن 3 آلاف مواطن في أمريكا، في الاستهدافات الشهيرة التي طالت مباني التجارة العالمية في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة عام 2001، والتي باتت تعرف بأحداث 11 أيلول/ سبتمبر، والتي كانت فتيل حرب أمريكية طويلة في أفغانستان استمرت قرابة 20 عاماً.
وشهد عام 2022 آخر مستجدات القضية، حيث أكّد محامو المعتقلين الثلاثة استمرار المفاوضات مع السلطات الأمريكية من أجل التوصّل إلى اتّفاق على عقوبة مخففة مقابل الإقرار بالذنب، بدلاً من مثولهم أمام المحكمة العسكرية في غوانتانامو.
وهي تسوية قضائية يعتمدها القضاء الأمريكي قبل النطق بالحكم النهائي، تتم بين المدعي العام والمتهم، حيث يقدم المدعي تنازلاً مخففاً للحكم إلى المتهم مقابل اعتراف الأخير بالذنب في تهم أقل خطورة أو تهمة واحدة من التهم الموجهة إليه، بينما يقوم بإنكار التهم الأخرى.
وبشكل عام، تسمح هذه الصفقة للطرفين بتجنب الإجراءات والمحاكمة الجنائية طويلة الأمد، كما تتيح للمتهمين تجنب خطر الإدانة بتهم أكثر خطورة من المتفق عليها.
وتجدر الإشارة إلى أن المتهمين لم يخضعوا بعد إلى محاكمة، إذ إنّ إجراءات تقديمهم للمحاكمة تعطّلت بسبب جدل حول ما إذا كان التعذيب الذي تعرّضوا له في السجون السرية التابعة لوكالة المخابرات المركزية قد أفسد الأدلّة ضدّهم أم لا، وذكر تقرير صادر عام 2014 عن لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أدلة تفيد باستخدام الاستخبارات المركزية الأمريكية التعذيب ضد شيخ محمد أثناء التحقيق لـ 183 مرة على الأقل.
مونت كارلو الدولية